Duration 51:26

تفسير حديث احفظ الله يحفظك -3- إذا سألت فسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله 日本

696 watched
0
16
Published 6 Jun 2019

تفسير حديث احفظ الله يحفظك -3- إذا سألت فسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله إليكم شرح البند الثالث في الحديث : أيها الأخوة المؤمنون, حديثٌ من أصول، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ: ((يَا غُلَامُ, إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ: احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ, احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ, إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ, وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ, وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ, وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ, رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ)) [أخرجه الترمذي في سننه] قال عليه الصلاة والسلام: ((إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ, وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ)) السائل دائماً مفتقر وذليل، السائل دائماً يشعر بالضعف، والمسؤول دائماً قوي, وغني، ودائماً مسيطر، عبوديتك لله عزَّ وجل, تقتضي ألا تقف موقفاً ذليلاً, إلا لله عزَّ وجل، كرامتك الإنسانية، عزتك كمؤمن، مكانتك كإنسان, أنعم الله عليك بنعمة الوجود، ونعمة الهداية, ألا تقف موقفاً ضعيفاًُ، ذليلاً، مفتقراً لجهةٍ ما, كائنةً مَن كانت, إلا لله عزَّ وجل، فإذا وقفت الموقف الذليل لحضرة الله عزَّ وجل, فهذا قمة العزة, وقمة الشرف . لذلك يعاب من يشكو الرحيم إلى الذي لا يرحم، حينما تسأل, فأنت ضعيف، حينما تسأل, فأنت ذليل، حينما تسأل, فأنت فقير، لا ينبغي أن تقف هذا الموقف الضعيف أمام مخلوقٍ مثلك، لذلك: ((من جلس إلى غني فتضعضع له ذهب ثلثا دينه)) [ورد في الأثر] أين كرامته؟ أين عزته؟ أين مروءته؟ أين موقفه الشهم؟ لذلك مهما مرَّغت جبهتك في أعتاب الله، مهما رجوت ربك في السجود، مهما ألححت عليه في الدعاء، هذا شرفٌ لك ، وهذا عزٌ لك، وهذا رفعةٌ لك، أما أن تقف موقف السائل أمام إنسان قد يجيبك, وربما لا يجيبك، قد يشفق عليك, وقد يشمت بك، قد يحبك, ويتمنى أن يعطيك، ولكنه لا يملك, فلذلك : ((وَإِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللهَ)) طبعاً هذا الكلام مستنبط من آية الفاتحة: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ [سورة الفاتحة الآية: 5] إليكم استنباط هذا الحديث من هذه الآية, وما هو المعول عليه : أيها الأخوة, عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((الدُّعَاءُ مُخُّ الْعِبَادَةِ)) [أخرجه الترمذي في سننه] من أين جاء بهذا الكلام؟ الله عزَّ وجل قال: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [سورة غافر الآية: 60] دققوا: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي﴾ [سورة غافر الآية: 60] لم يقل: إن الذين يستكبرون عن دعائي، بل عن عبادتي، والدعاء عبادة، بل إن الداعي يكون في لهفةٍ، وضيقٍ، وشدةٍ، واستغاثةٍ، فعندئذٍ تكون صلته بالله عزَّ وجل من أوثق الصلات، لهذا قال عليه الصلاة والسلام: ((الدُّعَاءُ مُخُّ الْعِبَادَةِ)) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((سَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ, فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ أَنْ يُسْأَلَ, وَأَفْضَلُ الْعِبَادَةِ انْتِظَارُ الْفَرَجِ)) [أخرجه الترمذي في سننه] فضل الله كبير، وفضله عميم، وفضله واسع، أنت قد تسأل إنساناً وظيفة فيعتذر، قد تسأل إنساناً مالاً فيقول لك: والله أديت زكاة مالي، لا يوجد معي مال، الإنسان محدود، ماله محدود، إمكانياته محدودة، صدقته محدودة، شواغره محدودة، فإذا ملأ الشاغر انتهى، لكن الله عزَّ وجل فضله عميم، وفضله كبير، وفضله واسع، وأنت عبدٌ له، وهذا الذي يسأله فيعطيه، أنت أقل منه, لا بأس أن تشعر أنك عبدٌ لله، وأنك بإمكانك أن تسأله كما سأله غيرك، وأن الله عزَّ وجل يعطيك كما يعطي غيرك، وأنه ليس بين العباد تفاضل إلا طاعتهم له، صدق القائل: ملك الملوك إذا وهب قم فاسـألن عن السبب الله يعطي من يشـاء فقـف على حد الأدب

Category

Show more

Comments - 0